الخميس، 19 مارس 2015

الفروق الفردية

الفروق الفردية
هي الانحرافات الفردية عن المتوسط الجماعي في الصفات المختلفة .
وهي تلك الصفات التي يتميز بها كل إنسان عن غيره من الأفراد سواءكانت تلك الصفة جسمية أم في سلوكه الاجتماعي.
ولعل أشهر هذه الفروق تبدو فيالصفات الجسمية كالطول والوزن ونغمة الصوت وهيئة الجسم وهذه الفروق الجسمية تطفوعلى السطح فنشاهدها
وهناك أيضا فروق كثيرة في االإدراكية والانفعالية .
إن إهمال مابينالأفراد من الفروق له أثره السيئ بالفرد نفسه أو بالمجتمع الذي يعيش فيه
فرعاية الفروق الفردية من أسسالصحة النفسية والتربية السليمة التي تقوم على الاعتراف بالفردية وأهمية كشفها وحسناستغلالها وتوجيهها إلى أقصى الحدود الممكنة لتكامل الحياة ونجاحها، فالتربيةالسليمة تعتبر كل فرد غاية ووسيلة في حد ذاته ويجب أن تستغل مواهبه لتحقيق مبدأالتكامل والتضامن.
يقولأحدالتربويينأنهينبغيلناجميعًاأننتذكردائمًاأنالمعلملايعلممادةدراسيةأوموضوعًامعينًا،وإنمايعلمطلابًاوهذامايميلكثيرمنالمعلمينإلىنسيانه
فالمادة الدراسيةماهيإلاوسيلةبينماالتلميذهوالهدف،وهودورالمعلمفيمراعاةالفروقالفردية

ان الفرد يحملاستعدادا لنوع من الأعمال دون غيرها والحياة تتطلب أنواع مختلفة من العمل والكفاءاتيتمم بعضها بعضا لتكون مجتمعا متضامنا.
أن معرفة الفروق بين الأفراد تساعد على فهمالآخرين وإلقاء الضوء على كثير من تصرفاتهم فلا يجوز للإنسان أن يطلب من كل إنسانأن يعامله نفس المعاملة فلكل فرد أسلوبه الخاص في التعبير الانفعالي وأداء السلوك .
فمعرفة الفروق الفردية تساعد الفرد على تفهم نفسه واستغلالمواهبه ومعرفة إمكاناته فالراشد إذاكان مثقفا يستطيع أن يفهم كثيرا من إمكانياته
والمشكلة إننا في مدارسنا لم نتهيأ للتعامل مع الفروق الفردية..
فالتلاميذ في القسم الواحد كلهم عندنا سواسية في التعامل والتذكر والحفظوالفهم لانفرق بينهم في النواحي الجسمية والعقلية اعتقادا منا أن هذا هو العدلبعينه .
والصحيح أننا عندما نتعامل بهذه الطريقة ونتبع هذا الأسلوب فنحن مخطئون ،فمن الضروري مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ في العملية التعليمية وذلك باستخدامطرق تدريسية تراعي تلك الفروق وتتكيف مع البيئة المدرسية وتناسب قدرات التلاميذ
أنواع الفروق الفردية :
الفروق الإنسانية فيالدراسات النفسية أربعة أنواع هي :
1 - فروق فردية بين إنسان وإنسان بصفة عامة.
2 - فروق جنسية.
3 – فروق الفرد في ذات نفسه.
4 - فروق جماعية أو قومية
ومن أسباب الفروق الفردية وتفاعلها يرجع إلى عاملين أساسيين هما :
-
عامل الوراثة والاستعداد الفطري: - ويشمل الجسم وأجهزته وحواسه وأعصابهوغدده وهذا عموما ينقل صفاته الأساسية من الأصل إلى النسل ومن الآباء إلى الأبناءحسب قوانين علم الوراثة في أعضاء الجسم ووظائفها.
-
عامل البيئة الاجتماعية:-ويشمل المنزل والأسرة والمدرسة والأصدقاء والمؤسسات التربوية والاجتماعيةوالإعلامية والمهنية والعملية.
هذه العوامل تتفاعل. بمعنى آخر أن احدهما يؤثر فيالآخر ويتأثر فمثلا الاستعداد للكلام هو وراثي فطري ولكن لابد من تكلم الإنسان منبيئة الإنسانية للتكلم، فلو نشأ طفل بين حيوانات لشب عاجزا عن الكلام الإنساني بلهي أصوات حيوانية بدائية وإذا عاش الإنسان في بيئة إنسانية يتكلم نوعية اللغةالخاصة.
 فوائد معرفة الفروق الفردية في المجال التربويوالتعليمي :تفيد معرفة الفروق الفردية في
إعداد المناهج بما يتناسب مع قدرات و استعدادات التلاميذ المتباينة .
إدراج العديد من الأنشطة والبرامج الإضافية التي تتناسب مع تباينمستويات التلاميذ مثل رعاية الموهوبين ، النوادي العلمية والثقافية ، المسابقاتالعلمية ، دروس التقوية ، التي لتلبي احتياجات الطلبة المختلفة .
تساعد على توجيه الطلبة لاختيار التخصصات المناسبة لقدراتهم واستعداداتهموميولهم .
اختيار أنسب طرق التدريس والأنشطة والبرامج الإضافية .
كما ان معرفة الفروق الفردية تساعدالمعلم أن يقوم بدوره في قيادة العملية التعليمية .
كيفية مراعاة الفروق الفردية في التعليم:
إن المعلم هو أداةفعالة في أية خطة تعالج الفروق الفردية . ونحن نحتاج إلى معلمين مطلعين على أهميةالفروق الفردية ومتحسسين بالحاجات الفردية وقادرين على التكييف المنهج الدراسي كمانحتاج إلى معلمين يتقبلون الفروق الفردية ويعتبرون وجودها أمرا طبيعيا بين التلاميذ
لذلك فمنالضروري مراعاة الفروق الفردية في التعلم وذلك باستخدام طرق تدريسية تراعي تلكالفروق الفردية بين التلاميذ وتكييف البيئة المدرسية وتناسب قدراتهم،
وفي العملية التعليمية يلاحظ أن تلاميذ القسم الواحد رغم تقاربهم في السن، يختلف بعضهم عن البعض الآخر في كثير من الصفات الجسمية كالطول والحجم ، واعتدالالقامة ، وهذه الاختلافات تبدو واضحة ، وهي بالضرورة تدفع المعلم على اتخاذ موقفمعين إزاءها ، فقد يعيد تنظيم مقاعد التلاميذ ، بحيث يجلس في الصفوف الأولى قصارالقامة وضعاف البصر ، بينما يجلس في الصفوف الأخيرة طوال القامة حتى لا يحجبالسبورة طويل القامة عن غيره من التلاميذ
وقد ينصح بعض التلاميذ باستخدام نظارةطبية
فالتلاميذ في القسم الدراسي الواحد ليسوا متجانسين ولا متساوين فيمايملكونه من صفات وخصائص ، رغم أنهم متقاربون في أعمارهم الزمنية ،
وهذه الفروق أمرطبيعي بين الأفراد ، وظاهرة عامة بين جميع الكائنات الحية فلا يوجد تطابق تام بينفردين حتى ولو كانا توأمين.

إذن .. فالفروق الفردية ظاهرة عامة في جميعالكائنات ، وهي سنة من سنن الله في خلقه ، فأفراد النوع الواحد يختلفون فيما بينهم، فلا يوجد فردان متشابهان في استجابة كل منهما لموقف واحد ،
وهذا الاختلافوالتمايز بين الأفراد أعطى للحياة معنى ، وجعل للفروق الفردية أهمية في تحديد وظائفالأفراد ، وهذا يعني أنه لو تساوى جميع الأفراد في نسبة الذكاء -على سبيل المثال- فلن يصبح الذكاء حينذاك صفة تميز فرداً عن آخر ، وبذا لا يصلح جميع الأفراد إلالمهنة واحدة .

لن نكون مبالغين إذا نظرنا للمتعلم من جميع النواحي : كيف يفكر ؟ كيف يسلك ؟ كيفيتعلم ؟وما يمكن أن يتعلمه ؟ وما الاتجاهات والقيم التي يجب أن تكون لديه ؟ ماالعادات التي يجب أن يكتسبها ؟ ..
كل هذه الجوانب وغيرها يجب أن يعني بها محتوىالمنهج ،
فليس المحتوى مجرد مجموعة من الحقائق والمعارف وإنما هو مركب يتضمن كافةالنواحي مع دراية كاملة بطبيعة المتعلم وإمكانياته ودوافعه بما يتضمن تنفيذ المنهجعلى أفضل صورة ممكنة
مشكلة الفروق الفردية بين التلاميذ
مشكلة الفروق الفردية بين التلاميذ فى تعلم العلوم وغيرها من المواد مشكلة ليست بجديدة ،ولكن إزاء التوسع الكمى فى التعليم وما تبعه من تعدد المستويات ، واختلاف الدوافع والاستعدادات عند المتعلمين بالإضافة الى عوامل اخرى ، وكذلك نظرة المعلم إلى أن وحدته التعليمية هى الفصل ككل وليس المتعلم كفرد ….
كل ذلك زاد الهوة بين تلاميذ القسم الواحد ، مما جعل الأمر ليس صعبا فقط على بعض التلاميذ بل عبئا على المعلم ذاتــــــــه.
ونظرا لاختلاف التلاميذ فى صفاتهم الجسمية ، واختلافهم فى مستوياتهم العقلية اختلافا كبيرا ،واختلافهم كذلك فى سماتهم الانفعالية ، ونحن نلحظ هذا الاختلاف فى حياتنا اليومية ، وهذا الاختلاف من الظواهر التى يهتم بها علم النفس .
وتظهر الفروق الفردية منذ الطفولة للآباء والمعلمين ، ولاشك أن المعلم يدرك من اللحظة الأولى اختلاف تلاميذه فى الصفات الجسمية والعقلية والانفعالية ومهما كان المنهج الدراسى ،فإن المدرسة لا تستطيع أن تحدد للتلاميذ خبرات تعلم على أساس العمر الزمنى على نحو سليم ،فالتلاميذ لا ينمون بمعدل واحد ،أو وفقا لتتابع محدد جامد.
فعند تأخرالطفل في تعلم القراءة والكتابة مثلا لا داعي للقلق، لأن تعليم الأطفال القراءة يبدأ منذسن الحضانة وينتهي عند وصول الطفل إلى السنة الخامسةالابتدائي.
إن أول شيءيجب أن يفعله الوالدين و تفعله أنت عند تعليمه هو الامتناع عن مقارنة مستوى الطفل بمستوى أقرانه في المدرسة أو بمستوى أخيه أو أخته التي تعلمت الكتابة في سنأصغر منه.فلكل طفل مستواه وسرعته الخاصة في التعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق