الجمعة، 20 مارس 2015

مفاهيم و تطبيقات للمقاربة بالكفاءات

 مقدمة
يعرف العالم تطورات اقتصادية و اجتماعية و ثقافية سريعة ، وقد ألح هذا التطور على المدرسة أن تقدم له عرضا بشريا يحقق المطالب و يوفر الاحتياجات ، فتعد فردا ناجعا ، فعّالا ، يستخدم معارفه لحل إشكاليات بسيطة أو معقدة ، فردا لا يطلب النجدة وإنما يتكيف مع الواقع مستخدما مؤهلاته لمعالجة الطوارئ، و أن تعتمد تعلما يوظف لحل المشكلات في الحياة ، و استجابة لهذا المطلب مافتئت بلادنا تضع التعديلات على نظامها التربوي ، و تقوم بالإصلاحات فتجدد الكتب و المحتويات التعليمية ، وتبني المناهج ، حتى انتهت إلى منظور بيداغوجي جديد يعتمد أساس المقاربة بالكفاءات ، لكن هذه الإستراتيجية لا تؤتي ثمارها المرجوة ما لم يتم الاهتمام بالعناصر المكلفة بالتنفيذ و تكوينها لترجمة الفعل التربوي في الميدان
:1- بيداغوجية المقاربة بالكفاءات
المقاربة بالكفاءات شكل من أشكال التجديد البيداغوجي ، تأسس على مبدأ المراهنة على المتعلم ، و جعله في قلب الاهتمام و التفكير، من خلال إشراكه في مسؤولية تعليمه واحترام شخصيته و حاجاته وتنمية قدراته واستقلاليته الفكرية و المعرفية ، و هي منهجية بيداغوجية يكون فيها المتعلم محور العملية التعلمية ، من خلال اكتساب مهارات تمكنه من إدماج معارفه و تحويلها إلى معارف أدائية ، بتوظيف تلك المهارات الذهنية و اللغوية في مجالات متعددة ووضعيات متباينة . إنها تقترح تعلما اندماجيا غير مجزئ يمَكّن من إعطاء معنى للمعارف المدرسية واكتساب كفاءات مستديمة تضمن للتلميذ التعامل مع الوضعيات المعيشية تعاملا سديدا ، من خلال كفاءات و مهارات تمكنه من حل المشكلات الحياتية و التواصل مع الغير.
 
ـ مقدمة :
يعرف العالم تطورات اقتصادية و اجتماعية و ثقافية سريعة ، وقد ألح هذا التطور على المدرسة أن تقدم له عرضا بشريا يحقق المطالب و يوفر الاحتياجات ، فتعد فردا ناجعا ، فعّالا ، يستخدم معارفه لحل إشكاليات بسيطة أو معقدة ، فردا لا يطلب النجدة وإنما يتكيف مع الواقع مستخدما مؤهلاته لمعالجة الطوارئ، و أن تعتمد تعلما يوظف لحل المشكلات في الحياة ، و استجابة لهذا المطلب مافتئت بلادنا تضع التعديلات على نظامها التربوي ، و تقوم بالإصلاحات فتجدد الكتب و المحتويات التعليمية ، وتبني المناهج ، حتى انتهت إلى منظور بيداغوجي جديد يعتمد أساس المقاربة بالكفاءات ، لكن هذه الإستراتيجية لا تؤتي ثمارها المرجوة ما لم يتم الاهتمام بالعناصر المكلفة بالتنفيذ و تكوينها لترجمة الفعل التربوي في الميدان .
1ـ بيداغوجية المقاربة بالكفاءات :
المقاربة بالكفاءات شكل من أشكال التجديد البيداغوجي ، تأسس على مبدأ المراهنة على المتعلم ، و جعله في قلب الاهتمام و التفكير، من خلال إشراكه في مسؤولية تعليمه واحترام شخصيته و حاجاته وتنمية قدراته واستقلاليته الفكرية و المعرفية ، و هي منهجية بيداغوجية يكون فيها المتعلم محور العملية التعلمية ، من خلال اكتساب مهارات تمكنه من إدماج معارفه و تحويلها إلى معارف أدائية ، بتوظيف تلك المهارات الذهنية و اللغوية في مجالات متعددة ووضعيات متباينة . إنها تقترح تعلما اندماجيا غير مجزئ يمَكّن من إعطاء معنى للمعارف المدرسية واكتساب كفاءات مستديمة تضمن للتلميذ التعامل مع الوضعيات المعيشية تعاملا سديدا ، من خلال كفاءات و مهارات تمكنه من حل المشكلات الحياتية و التواصل مع الغير.
2ـ منهجية المقاربة بالكفاءات :
لقد أعادت المقاربة بالكفاءات تحديد دور المتعلم و دور المعلم حتى يكونا أكثر تفاعلا و نجاعة :

ـ المتعلم هو الفاعل الأساسي في التكوين الذاتي ، فهو يبحث و يكتشف و يبادر ويتبادل التجارب و الخبرات مع التلاميذ الآخرين ، مسخرا مكتسباته في أنشطة ذات طابع اندماجي ، و بذلك يكون القسم مجالا للحياة الفاعلة .

ـ المعلم هو الشخص المرجع الذي يضع خبرته على ذمة المتعلمين ، معتمدا على تعديل تدخلاته و تكييفها حسب أهداف التعلم و فتراته و حاجات المتعلمين الفعلية و أنساقهم في التعلم ، و استخدام ممارسات بيداغوجية متنوعة تتوافق مع كل وضعية تعليمية تعلمية .

تقدم الممارسة التعليمية الجديدة باقتراح وضعيات متنوعة لأنشطة فردية أو أعمال أفواج ، بحيث تدفع التلميذ إلى أن يكون فاعلا : يقترح حلولا للأنشطة و يقارنها مع زملائه يدافع عن حلوله و يعدلها إذا لزم الأمر ، و يكون دور المدرس هو تسيير النقاش داخل القسم للوصول إلى الهدف المسطر .

من جهة أخرى فإن المشكلات التي يطرحها ليست تطبيقات ، بل هي مشكلات للتعلم وظيفتها الرئيسية إثارة الرغبة في البحث عند التلميذ أو إعطاؤه الفرصة ليتعلم كيف يبحث ، و يستعمل معارفه السابقة لإنجاز العمل المطلوب ، للتوصل إلى اكتشاف معارف جديدة . و هذا ما يتطلب من المدرس وضع خطة تعلمية محكمة محضرة مسبقا

3ـ مفاهيم أساسية مرتبطة بالكفاءات.

أ ـ المقاربة النصية : المقاربة النصية هي خطة عملية موجهة لتنشيط فروع اللغة العربية من جانبها النصي ، فالنص حسب هذا المفهوم هو المنطلق الأساسي في الفهم و الإفهام و التعبير ، فانطلاقا من النص يوجه المتعلمون إلى القيم و الأفكار التي يتوافر عليها ، ويطلب منهم التعامل معها ، كما يكون مصدر دراسة الظواهر اللغوية المقررة بالمنهاج في النحو و الصرف و الإملاء أو البلاغة و العروض ، و هو إلى ذلك يستغل في تناول المبادئ اللغوية و الأدبية.

و الأصل في المقاربة النصية أن يتقيد الأستاذ بالظواهر التي يوفرها النص ، حتى تظهر اللغة بمظهرها الطبيعي ، فيساعد المدرس تلاميذه على اكتشافها و تفكيكها و التعرف على وظائفها و أحكامها و توظيفها ، فيُعدّ موضوع القراءة نصا محوريا تنطلق منه بقية الأنشطة .
ب ـ الوضعية الإدماجية : الوضعية الإدماجية هي وضعية تتطلب من التلميذ أن يكون قادرا على استعمال مجموعة من موارده (الموارد هي كل ما يمتلكه المتعلم من معارف ، و مهارات ، و قدرات ...) لإنجازها ، فهي أنشطة تطبيقية أساسية شاملة تستعمل في التقويم للوقوف على مدى تحكم المتعلم في توظيف مكتسباته و دمجها لتحقيق كفاءة محددة .

و تتكون الوضعية الإدماجية من السند ، و هو الإطار الذي يحدد الوضعية و يثير اهتمام و تفاعل المتعلم معها ، و التعليمة ، و هي مجموعة توصيات العمل التي تقدم إلى المتعلم بشكل واضح لتحديد المطلوب .
ج ـ الوضعية المشكلة : الوضعية المشكلة نوع من التقويم لا يقوم على استرجاع المعارف و إنما يقوم على قاعدة توظيف المعارف ، من خلال جعل التلميذ يواجه موقفا يستدعي توظيف مكتسباته في وضعيات مختلفة لحل مشكلة لم يسبق له مواجهتها ،
د ـ نشاط الإدماج : نشاط الإدماج هو نشاط تعلمي وظيفته الأساسية جعل التلميذ يوظف مجموعة من المكتسبات المنفصلة من أجل إدماجها لتحقيق كفاءة أو هدف ختامي إدماجي ، أو هو إدماج المتعلم لموارده في وضعيات مركبة لتكون لهذه الموارد دلالة بالنسبة للمتعلم ، و ينجز نشاط الإدماج نهاية الوحدة المفاهيمية أو المجال التعلمي أو كحصيلة لمجموعة من الدروس .

4 ـ التقويم من منظور المقاربة بالكفاءات .

يحظى التقويم في المقاربة بالكفاءات بمكانة مرموقة في العملية التربوية ، باعتباره المرتكز الرئيسي الذي يقوم عليه الفعل التربوي ، فجاءت المقاربة بالكفاءات بمفهوم جديد للتقويم ، فلم يعد يركز على مكتسبات التلاميذ و مدى حفظهم للدروس و استظهارها بقدر اهتمامه بمدى تحقق الكفاءة المستهدفة ، فأصبح ملازما للفعل التعليمي التعلمي من بدايته إلى نهايته ، فيكون قبل الانطلاق في الدرس، و أثناء ممارسته ، و بعد نهايته ، و غايته تثمين قدرات المتعلمين و تنميتها و تعديل الاستراتيجيات لتتلاءم مع حاجات المتعلمين ، و اكتشاف الصعوبات و علاجها .

و ينقسم التقويم التربوي بالنظر إلى توقيته إلى ثلاثة أنواع : تقويم تشخيصي ، تقويم تكويني و تقويم تحصيلي .

التقويم التشخيصي : يرتبط التقويم التشخيصي بوضعية الانطلاق ، فيكون في بداية الحصة ، أو في بداية عملية التعلم ، كما يكون في بداية السنة الدراسية ، ويهدف لاستحضار المكتسبات القبلية و اكتشاف مدى الاستعداد للمرحلة اللاحقة .

التقويم التكويني : التقويم التكويني يلازم الحصة التعليمية التعلمية و يواكبها من البداية إلى النهاية ، و يعني بمسار الدرس و تفاعل التلاميذ معه ، و يسعى إلى اكتشاف عوائق التعلم ، و الوقوف على مواطن القوة و الضعف كما يمَكن المعلم من اكتشاف مدى فهم التلاميذ للدرس أو أجزائه و سد الثغرات و النقائص .

التقويم التحصيلي : ينصب التقويم التحصيلي في المقاربة الجديدة على قياس الكفاءة القاعدية أو المرحلية أو الختامية، فيكون نهاية الدرس أو مجموعة من الدروس أو في نهاية المقرر الدراسي لمستوى معين و يهدف إلى التحقق من النتائج النهائية للتعلم و يكشف مدى التحكم في الكفاءة و يسمح بالانتقال إلى درس آخر أو مقرر آخر.
2-منهجية المقاربة بالكفاءات:

لقد أعادت المقاربة بالكفاءات تحديد دور المتعلم و دور المعلم حتى يكونا أكثر تفاعلا و نجاعة :

ـ المتعلم هو الفاعل الأساسي في التكوين الذاتي ، فهو يبحث و يكتشف و يبادر ويتبادل التجارب و الخبرات مع التلاميذ الآخرين ، مسخرا مكتسباته في أنشطة ذات طابع اندماجي ، و بذلك يكون القسم مجالا للحياة الفاعلة .

ـ المعلم هو الشخص المرجع الذي يضع خبرته على ذمة المتعلمين ، معتمدا على تعديل تدخلاته و تكييفها حسب أهداف التعلم و فتراته و حاجات المتعلمين الفعلية و أنساقهم في التعلم ، و استخدام ممارسات بيداغوجية متنوعة تتوافق مع كل وضعية تعليمية تعلمية .

تقدم الممارسة التعليمية الجديدة باقتراح وضعيات متنوعة لأنشطة فردية أو أعمال أفواج ، بحيث تدفع التلميذ إلى أن يكون فاعلا : يقترح حلولا للأنشطة و يقارنها مع زملائه يدافع عن حلوله و يعدلها إذا لزم الأمر ، و يكون دور المدرس هو تسيير النقاش داخل القسم للوصول إلى الهدف المسطر .

من جهة أخرى فإن المشكلات التي يطرحها ليست تطبيقات ، بل هي مشكلات للتعلم وظيفتها الرئيسية إثارة الرغبة في البحث عند التلميذ أو إعطاؤه الفرصة ليتعلم كيف يبحث ، و يستعمل معارفه السابقة لإنجاز العمل المطلوب ، للتوصل إلى اكتشاف معارف جديدة . و هذا ما يتطلب من المدرس وضع خطة تعلمية محكمة محضرة مسبقا

ـ مفاهيم أساسية مرتبطة بالكفاءات:3.

أ ـ المقاربة النصية : المقاربة النصية هي خطة عملية موجهة لتنشيط فروع اللغة العربية من جانبها النصي ، فالنص حسب هذا المفهوم هو المنطلق الأساسي في الفهم و الإفهام و التعبير ، فانطلاقا من النص يوجه المتعلمون إلى القيم و الأفكار التي يتوافر عليها ، ويطلب منهم التعامل معها ، كما يكون مصدر دراسة الظواهر اللغوية المقررة بالمنهاج في النحو و الصرف و الإملاء أو البلاغة و العروض ، و هو إلى ذلك يستغل في تناول المبادئ اللغوية و الأدبية.

و الأصل في المقاربة النصية أن يتقيد الأستاذ بالظواهر التي يوفرها النص ، حتى تظهر اللغة بمظهرها الطبيعي ، فيساعد المدرس تلاميذه على اكتشافها و تفكيكها و التعرف على وظائفها و أحكامها و توظيفها ، فيُعدّ موضوع القراءة نصا محوريا تنطلق منه بقية الأنشطة .
ب ـ الوضعية الإدماجية : الوضعية الإدماجية هي وضعية تتطلب من التلميذ أن يكون قادرا على استعمال مجموعة من موارده (الموارد هي كل ما يمتلكه المتعلم من معارف ، و مهارات ، و قدرات ...) لإنجازها ، فهي أنشطة تطبيقية أساسية شاملة تستعمل في التقويم للوقوف على مدى تحكم المتعلم في توظيف مكتسباته و دمجها لتحقيق كفاءة محددة .

و تتكون الوضعية الإدماجية من السند ، و هو الإطار الذي يحدد الوضعية و يثير اهتمام و تفاعل المتعلم معها ، و التعليمة ، و هي مجموعة توصيات العمل التي تقدم إلى المتعلم بشكل واضح لتحديد المطلوب
  :ج ـ الوضعية المشكلة
 الوضعية المشكلة نوع من التقويم لا يقوم على استرجاع المعارف و إنما يقوم على قاعدة توظيف المعارف ، من خلال جعل التلميذ يواجه موقفا يستدعي توظيف مكتسباته في وضعيات مختلفة لحل مشكلة لم يسبق له مواجهتها ،
د ـ نشاط الإدماج : نشاط الإدماج هو نشاط تعلمي وظيفته الأساسية جعل التلميذ يوظف مجموعة من المكتسبات المنفصلة من أجل إدماجها لتحقيق كفاءة أو هدف ختامي إدماجي ، أو هو إدماج المتعلم لموارده في وضعيات مركبة لتكون لهذه الموارد دلالة بالنسبة للمتعلم ، و ينجز نشاط الإدماج نهاية الوحدة المفاهيمية أو المجال التعلمي أو كحصيلة لمجموعة من الدروس .

 ـ التقويم من منظور المقاربة بالكفاءات 4

يحظى التقويم في المقاربة بالكفاءات بمكانة مرموقة في العملية التربوية ، باعتباره المرتكز الرئيسي الذي يقوم عليه الفعل التربوي ، فجاءت المقاربة بالكفاءات بمفهوم جديد للتقويم ، فلم يعد يركز على مكتسبات التلاميذ و مدى حفظهم للدروس و استظهارها بقدر اهتمامه بمدى تحقق الكفاءة المستهدفة ، فأصبح ملازما للفعل التعليمي التعلمي من بدايته إلى نهايته ، فيكون قبل الانطلاق في الدرس، و أثناء ممارسته ، و بعد نهايته ، و غايته تثمين قدرات المتعلمين و تنميتها و تعديل الاستراتيجيات لتتلاءم مع حاجات المتعلمين ، و اكتشاف الصعوبات و علاجها .

و ينقسم التقويم التربوي بالنظر إلى توقيته إلى ثلاثة أنواع : تقويم تشخيصي ، تقويم تكويني و تقويم تحصيلي .

يرتبط التقويم التشخيصي بوضعية الانطلاق ، فيكون في بداية الحصة ، أو في بداية عملية التعلم ، كما يكون في بداية السنة الدراسية ، ويهدف لاستحضار المكتسبات القبلية و اكتشاف مدى الاستعداد للمرحلة اللاحقة .
: التقويم التكويني
: التقويم التكويني يلازم الحصة التعليمية التعلمية و يواكبها من البداية إلى النهاية ، و يعني بمسار الدرس و تفاعل التلاميذ معه ، و يسعى إلى اكتشاف عوائق التعلم ، و الوقوف على مواطن القوة و الضعف كما يمَكن المعلم من اكتشاف مدى فهم التلاميذ للدرس أو أجزائه و سد الثغرات و النقائص .
: التقويم التحصيلي
ينصب التقويم التحصيلي في المقاربة الجديدة على قياس الكفاءة القاعدية أو المرحلية أو الختامية، فيكون نهاية الدرس أو مجموعة من الدروس أو في نهاية المقرر الدراسي لمستوى معين و يهدف إلى التحقق من النتائج النهائية للتعلم و يكشف مدى التحكم في الكفاءة و يسمح بالانتقال إلى درس آخر أو مقرر آخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق